مرحبا بكم متابعي وزوار موقع الشبكة الأوفياء، سنتحدث اليوم إن شاء الله في موضوع جديد ألا وهو : مخاطر الأجهزة التكنولوجية على صحة الأطفال.
لقد تطورت التكنولوجيا في وقتنا الحالي بشكل كبير و بخاصة الأجهزة اللوحية و الكمبيوتر، بحيث أصبحت في متناول أوساط اجتماعية عديدة في وطننا العربي، و خاصة بين الأطفال و المراهقين مثل : ” وحدات الألعاب” و ” الآي باد ” و الهواتف الذكية بشكل عام، و قد حصرت أُسَر كثيرة على توفير الألعاب الإلكترونية و غيرها لأبنائهم بدون أن يعلموا أن الإدمان على هذه الوسائل و الآليات تهدد حياة أبنائهم.
لذلك، سنتعرف اليوم على النِقاط الآتية :
- أثر التكنولوجيا عن قدرة الأطفال على التفكير
- أثر التكنولوجيا عن سلوك الطفل
- و أثرها على النمو الحسي لدى الطفل
- الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية على الأطفال
- للتكنولوجيا فـوائد
- أضرار التكنولوجيا
أولا : أثر التكنولوجيا على قدرة الأطفال
لقد أظهرت الكثير من الأبحاث، بأن التكنولوجيا لها آثار إيجابية و أيضاً لها آثار سلبية من حيث قدرة الطفل على التفكير و التركيز، فهي لا تؤثر على طريقة تفكيرهم فحسب، بل أيضاً تؤثر على طريقة نمو عقلهم وتطورهِ. لقد أكّد الكاتب التكنولوجي نيكولاس كار على قدرة القراءة والاطلاع و على رفع مستوى التركيز والخيال في الدماغ لدى البشر عموماً و الأطفال خصوصاً، و في المقابل نأكد على قدرة التكنولوجيا على تحفيز و تطوير الدماغ على فحص المعلومات و تخزينها بسرعة و كفاءة عالية، مع التركيز على نوعية التكنولوجيا التي يتعامل معها الأطفال، و التي تكون للأطفال إما نافعة أو ضارة لهم لعملية تطور التفكير لديهم، و بالخصوص في السنوات المتقدمة من حياتهم ـ نقصد السنوات الأولى ـ.
ثانياً : أثر التكنولوجيا على سلوك الطفل
إن الاستعمال المفرط للوسائل التكنولوجيّة، يمكن أن يساهم في رفع حدوث سلوكيات خطيرة لدى الأطفال، كتقلبات المِزاج، والقلق، و عدم الصبر وغيرها. ليس هذا فقط، بل الاستخدام للتكنولوجيا يوفر عدد من المهارات المعرفية والاجتماعية و التي تبيّن الآثار السلبية و الإيجابية لهذه التكنولوجيا و من ذلك :
ـ نُشرت دراسة في أرشيف طب الأطفال و اليافعين في سنة 2010 م، و التي جاء فيها أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا قد يسبب في مشاكل عديدة، من بينها : تكسير الروابط العاطفية بين أولياء الأمور و أطفالهم، في مقابل ذلك سيكون الاستعمال المتوازن و المعتدل لها، يحافظ على تلكم الروابط.
ـ هناك دراسة أخرى، نشرتها كيلي لورسون و هي أستاذة في مجال علم الحركة و الترويج في جامعة ولاية إلينوي ، و هي دراسة كان مما جاء فيها أن الاستعمال المُبالغ فيه للتكنولوجيا، يتسبب في زيادة نسبة الدهون لدى الطِفل، بالإضافة لتناقص ساعات النوم لديهم، وهذا يعتبر مشكل في حد ذاته.
ـ هناك دراسة نُشرت في جامعة كوين بدولة كندا، هي بدورها أفادت أن استخدام التكنولوجيا ما بين 3 إلى 4 ساعات في اليوم من طرف الأطفال ، يكونون أكثر عُرضة بنسبة تصل إلى 50% للوقوع في سلوكيات خطيرة و شنيعة مثل : تعاطي المخدرات أو غيرها.
فما سبق ذكرها من خلال إبراز تلك الدراسات، فأغلبها ينصبّ في الاتجاه السلبي، و أما من النظرة الإيجابية، نأتي فنقول :
ـفقد أفادت بعض الأبحاث في هذا الباب بأن مواقع التواصل الاجتماعي و الألعاب المفيدة، تساهم و تساعد في تنمية أنواع محددة من المهارات الاجتماعية.
ثالثا : أثر التكنولوجيا على النمو الحسي لدى الطفل
بلا شك أن الإفراط في استعمال التكنولوجيا و ألعاب الفيديو أضرار و سلبيات ومن ذلك : التعرض للمشاهد العنيفة التي تتسبب في زيادة و رفع معدل الأدرينالين و مستويات التوتر لهم. ذلك لأن الأطفال لا يقدرون على تمييز حقيقة ما يشاهدونه، حتى أصبح الأطفال يشاهدون الكثير من العنف عبر الوسائل التكنولوجية المختلفة.
رابعاً : الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية على الأطفال
- أمراض نفسية كـ : اضطراب النوم، القلق، التوتر، والانطواء والعزلة الاجتماعية.
- أمراض العيون و قلة النظر و دموع في العينين.
- ضعف التحصيل العلمي.
- ظهور السلوكيات السلبية مثل : العنف، القسوة، ضعف في الأعصاب و خمول وكسل في العضلات.
- ارتفاع تكاليف الألعاب، مما يساهم ذلك في الإسراف و التدبير في الأموال.
خامساً : للتكنولوجيا فوائد
ـ تساهم في زيادة الإنتاجيّة
إنّ تطور التقنيات التكنولوجية ساهم في ارتفاع معدل الإنتاجية في معظم المجالات و منها الصناعة خاصة، بحيث أصبح من الممكن استخدام العملات الرقمية مثل : البيتكوين الإلكترونية عوضاً من البنوك.
ـ تحسين المستوى الطبي
يعتبر وجود التكنولوجيا بل وتطورها من الأمور التي تعود بالنفع على مختلف مجالات الحياة و من بينها : المجال الطبي، بحيث يمكن لها أن تساهم في علاج الكثير من الأمراض، ذلك بالإضافة إلى مكافحة البكتيريا الضارة و الفيروسات المسببة لأغلب المشاكل الصحيّة.
ـ تحسين جودة العمل
تعتبر التكنولوجيا الفاعل الجيّد التي تساهم في تحسين مستوى العمل من خلال أمور عدّة، منها : تحسين التواصل وتبادل المعلومات بين الموظفين، و توفير الوقت بدون بذل جهد أكثر. زياد على ذلك، يوفر التطور التكنولوجي استخدام الشبكات الداخلية في مكان العمل و ذلك من خلال مشاركة الطابعات، و الماسحات الضوئية على سبيل المثال بدون الحاجة إلى الانتقال خارج العمل للقيام بهذه الخدمات.
سادساً : أضـرار التكنولوجيا
بما أن التكنولوجيا تزخر بالفوائد العديدة و التي ذكرناها سابقاً على سبيل الذكر لا الحصر، توجد كذلك أضرار و عيوب و التي تساهم فيها هذه التكنولوجيا و من ذلك نشير إلى :
- الاعتماد عليها في إنجاز العديد من المهام Copy/Paste، و هذا بدوره يساهم في تعطيل العقل عن التفكير.
- الحد من مهارات الاتصال الشخصية، إذ حلّ في مكان ذلك، الهواتف المحمولة، و البريد الإلكتروني، و وسائل التواصل الاجتماعي.
- الوسائل التكنولوجية الحديثة و مع تطورها، لا تتطلب المهارات التي يطلبها و يحتاجها الاتصال المباشر، مثل : مهارات الاستماع، مهارة التحدّث و الكلام و غيرها، و ربما مع الوقت قد تتسبب في فقدان تلك المهارات.
وفي الأخير نقول، بأن التكنولوجيا الحديثة في وقتنا الحالي أًصبحت يعرفها الكبير و الصغير من الذكور و الإناث، و لهذا تماماً نبلّغ الآباء و الأمهات بأن يراقبوا أبنائهم و يطلعوا عليهم أثناء تصفحهم للمواقع أو أثناء لعبهم للألعاب الإلكترونية، وتحديد وقت استعملها خلال اليوم ، وذلك ليكون الآباء على عِلم بما يفعلهُ أبنائهم إثر استخدامهم لتلك الوسائل التكنولوجية.