التكنولوجيا

خدمة MSN News تستعين بالذكاء الاصطناعي في تحرير المقالات

ستقوم شركة مايكروسوفت بفصل العديد من الكُتاب والمحررين من خدمة MSN News التابعة لها واستبدالهم بخوارزمية الذكاء الاصطناعي.


إن دمج الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار ليس بالأمر الجديد اليوم، ففي عام 2015، نشرت صحيفة لوموند الفرنسية أكثر من 35000 مقال كتبه صحفي روبوت خلال فترة الانتخابات المحلية.

في الآونة الأخيرة، تمت كتابة مقالات كاملة عن طريق الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، لا سيما تلك المقالات المتخصصة في المعلومات الاقتصادية و المالية أو النتائج الرياضية. حاليا، يتقدم الذكاء الاصطناعي بقوة أيضا في مجال التحرير، كما أن بعض الشركات قد جعلت منه تخصصًا مثل Narrative Science،   وهي شركة أمريكية متخصصة في الذكاء الاصطناعي.

روبوتات لاختيار المواضيع و كتابة العناوين

شركة مايكروسوفت قررت هي أيضا الاستعانة بالذكاء الاصطناعي من خلال بوابة أخبار MSN. حيث أكد العديد من الأشخاص المطلعين على الأمر، أنه سيتم فصل حوالي خمسين مساهمًا في الولايات المتحدة و 27 في المملكة المتحدة في أوائل يونيو المقبل من طرف الشركة. كما تم إبلاغ الموظفين المعنيين هذا الأسبوع بأنه سيتم الاستغناء عن خدماتهم في الثلاثين من يونيو المقبل. هؤلاء المساهمين كانت مهماتهم تتمثل في اختيار المواضيع وتحديد المحتويات ذات الأولوية، و كتابة العناوين وجدولة نشرها على خدمة MSN للأخبار.

وفقًا لصحيفة سياتل تايمز، قال متحدث باسم مايكروسوفت في بيان لها تعقيبا على هذا القرار: “مثل جميع الشركات، نقوم بتقييم أعمالنا بانتظام. هذا القرار يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاستثمارات في بعض الأقسام التابعة للشركة، كما نؤكد بأن هذه القرارات ليست نتيجة الظروف الحالية التي نعيشها بسبب وباء كورونا”.

كثيرة هي الوظائف التي سيتم تنفيذها من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي في خدمة MSN نيوز، نجد من بينها : كتابة العناوين و إضافة صور المصاحبة للمقالة و القيام بعروض … كل هذا، في نظر الشركة، من أجل تحسين مستوى المحتويات المقدمة في هذه الخدمة.

يعد استبدال الصحفيين والقيمين على المحتويات “بخوارزميات الذكاء الاصطناعي” موضوعًا يشغل مكاتب التحرير و شركات إنتاج المحتويات لعدة سنوات. لذلك رأينا مؤخرًا أن شبكة نتفليكس استخدمت الخوارزميات لتنظيم عرض محتواها، ولكن، على العكس من ذلك، فضل أحد منافسيها مثل HBO Fox التدخل البشري. في الواقع، إن السؤال الذي يجب أن يُطرح : ماهي الوظيفة التي يصلح أن يستعان من خلالها بخوارزميات الذكاء الاصطناعي ؟  هل هي الكتابة الصِرفة والكاملة للمقالة أو وظيفة اختيار والاشراف على المحتويات.

 في الواقع، إن التنظيم و الإشراف على المحتويات هي وظيفة حقيقية معقدة ودقيقة، وتتطلب بشكل خاص الاستعانة “بالحدس” والقيام بقراءة شاملة للواقع و أيضا تتطلب معرفة دقيقة لما يهتم به المتلقي من مواضيع. فمثلا كتابة العناوين “المثيرة للاهتمام” هو فن لا يتقنه الكثيرون بحيث يجذب عددا كبيرا من المتتبعين. و لهذا، فبعض الوظائف هي “بشرية محضة”، من الصعب أن تتم محاكاتها بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي.

زر الذهاب إلى الأعلى