بعد أن عملت الشركة منذ ما يقرب من عشر سنوات على إنتاج سيارة “آبل كار” الشهيرة، يبدو أن المشروع قد تم إقباره.
وفقًا لتقرير صادر عن بلومبرج، قررت شركة أبل إنهاء مشروع السيارة الكهربائية، المعروف منذ فترة طويلة باسم Project Titan، وإعادة توجيه مواردها نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي. وبحسب ما ورد أعلن عملاق التكنولوجيا عن الأخبار داخليًا يوم الثلاثاء، وقال إن العديد من الموظفين البالغ عددهم 2000 موظف الذين يعملون في السيارة سينتقلون إلى مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدية بدلاً من ذلك. ويقول التقرير أيضًا أنه ستكون هناك عمليات تسريح الموظفين، لكن العدد الدقيق غير واضح.
كان مشروع السيارة الكهربائية لشركة أبل موضوع تكهنات لسنوات، حيث كان يعتقد أن الشركة تعمل على سيارة مستقبلية ذاتية القيادة من شأنها أن تنافس شركة تسلا وشركات صناعة السيارات الأخرى. إلا أن المشروع واجه العديد من المشاكل والتأخيرات، ولم تؤكد أبل رسميًا وجوده أو طموحاته.
استثمرت شركة أبل مليارات الدولارات في سيارتها الكهربائية
ووفقا للتقارير السابقة، فقد قطعت شركة آبل بالفعل أكثر من 72 ألف كيلومتر في عام 2023 باستخدام تقنية القيادة الذاتية الخاصة بها، وأجلت الإطلاق المخطط للسيارة إلى عام 2028، أو حتى بعد عام 2030 وفقا لشائعات أخرى. ومع ذلك، عانى المشروع أيضًا من ارتفاع معدل دوران الموظفين والتغييرات الإدارية والشكوك الداخلية.
خسرت شركة آبل بعض المديرين التنفيذيين الرئيسيين لصالح شركات أخرى، مثل المدير السابق لبرنامج Autopilot الخاص بشركة تسلا والرئيس التنفيذي السابق لشركة Canoo، وهي شركة ناشئة متخصصة في السيارات الكهربائية. كما خفضت شركة آبل طموحاتها وكانت ستتخلى عن فكرة السيارة ذاتية القيادة بالكامل بدون عجلة قيادة، مع التركيز بدلاً من ذلك على سيارة ذاتية القيادة من المستوى الثاني، مثل سيارات تسلا الحالية.
أبل تنسحب والسيارات الكهربائية لن تكون مربحة
يذكر أن قرار شركة آبل بإلغاء مشروع السيارة ينبع من عدة عوامل، من بينها ضعف الأمل في تحقيق أرباح ضخمة في هذا المجال. وفقا لمارك جورمان الصحفي في بلومبرج، حتى مع سعر 100 ألف دولار، ناضل المسؤولون التنفيذيون للحفاظ على هوامش الربح المخطط لها عالية بما يكفي لمعايير الشركة.
ومن الواضح أن هذا يذكرنا بشركة تسلا، التي خسرت مليارات الدولارات لسنوات عديدة قبل أن تحقق أخيرًا أرباحها الأولى. وعلى شفا الانهيار، توسلت شركة إيلون ماسك إلى شركة آبل لشرائها، دون جدوى. قد يكون الاستحواذ الآن إحدى فرص أبل الوحيدة لإحياء المشروع في المستقبل.
تريد أبل الآن المراهنة بكل شيء على الذكاء الاصطناعي
والآن، وفقًا للتقرير، يعمل العديد من الموظفين المسؤولين عن مشروع Titan الآن على الذكاء الاصطناعي التوليدي للشركة، والذي تنوي تثبيته بسرعة في منتجاتها. في الواقع، أعلن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، مؤخرًا أن أبل ستطلق ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدية في وقت لاحق من هذا العام، والتي قد تسمح للمستخدمين بإنشاء محتوى مثل الموسيقى والصور والنصوص باستخدام الذكاء الاصطناعي. يقال إن شركة آبل تنفق حاليًا ملايين الدولارات يوميًا لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، والذي يُسمى Ajax، والذي يمكنه تشغيل العديد من الميزات والخدمات.
إذا تخلت شركة أبل عن حلمها في السيارة الكهربائية، فإن شركات التكنولوجيا الأخرى تسعى لتحقيق ذلك. وتخطط سوني وهوندا لإطلاق سيارات Afeela الكهربائية ذات الميزات ذاتية القيادة في أمريكا الشمالية العام المقبل، مع طرحها عالميًا في عام 2026. ومن المتوقع أن تقدم سيارات Afeela تصميمًا أنيقًا ومقصورة داخلية فسيحة ومجموعة من خيارات الترفيه والاتصال.
كان مشروع السيارة الكهربائية لشركة أبل من أكثر المشاريع غموضا وترقبا في عالم التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة، ويعد إلغاءه بمثابة ضربة لعشاقها والمستثمرين. الأمر المؤكد هو أنه حتى من دون تسويق أي سيارة على الإطلاق، ربما تكون شركة أبل قد حققت تقدمًا كبيرًا في سوق السيارات الكهربائية، حيث يتعين على منافسيها التأكد من الحصول على ما يكفي من السبق قبل دخول السوق.